يقول ابن الجوزي وهو يتحدَّث عن نفسه ، ويصف همته العالية قائلًا : " نظرت إلى علو الهمة ، فرأيتها عجبًا ؛ وذلك أنَّني أروم نيل كلِّ العلوم ، وهذا أمر يعجز العمر عن بعضه ، وأروم نهاية العمل بالعلم مع مطالعة التصانيف وإفادة الخلق ، وأروم الغنى عن الخلق ، والاشتغالُ بالعلم مانع من الكسب ، وها أنا أحفظ أنفاسي من أن يضيع منها نفس في غير فائدة "
ويقول ابن القيم : "وقد أجمع عقلاء كل أمة على أنَّ النعيم لا يُدْرَك بالنعيم ، وإنَّ من آثر الراحة ؛ فاتته الراحة ، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة .."
نعم فأصحابُ الهمم العالية ، لا يُبصرون إلا القمم العالية ، ولا يرضون من الأمور الا المعالي ، من غير كِبرٍ ولا تعالي ، يهُشُّونَ النوم والكسل بمنسأةِ العلم والعمل ، نعم ؛ يؤثرون على الراحة التعب وعلى السكينة النّصب ، لكنه التعب الذي يتبعه الفرح والنّصب الذي يتبعه النعيم .
فكونوا أصحاب نفوس كبيرة ، فقد قيل : " لولا كبار النفوس في الأرض لكانت جحيماً ، و لولا صغار النفوس فيها لكانت نعيماً " .جمعتكم مباركة
لجين فتحي
حذف التعليق
هل أنت متاكد من حذف هذا التعليق ؟
ابراهيم ادم طاهر ابراهيم
حذف التعليق
هل أنت متاكد من حذف هذا التعليق ؟
Khulod Alghdamsi
حذف التعليق
هل أنت متاكد من حذف هذا التعليق ؟