الأخبار المظللة سموم يبثها مرضى النفوس
يرى الكثير من المواطنين أن جاذبية الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام بمختلف أشكالها تعطي طابع مذهل وصادم أحياناً، و لا تقف عند هذا الحد بل تتعداه إلى كونها تفوق الخيال ويصعب تصديقها، ومن هنا يدخل الشك بين أطراف الحقيقة و يتوغل فيها إلى أن يشكل حقيقة بديلة، و بالتالي يبدأ التظليل و أيهام الناس ودفعهم إلى الصديق والإقتناع، وفي هذا التوغل تكمن خطورة الأخبار المظللة.
تستهوي الكثير من ضعاف النفوس فكرة ترويج أخبار كاذبة وإلباسها ثوب الحقيقة لأغراض متعددة لا تعنينا في هذا السياق، بقدر ما يعنينا التوضيح و الإرشاد وتوجيه الناس إلى خطورة ما يسمعونه ويتداوله الكثير. فموضوعية الخبر وتناوله دائما يكون الغرض منها إنساني و أيصال لناس حق من حقوقهم وهو المعرفة بما يدور حولهم وأي معرفة، معرفة الحقيقة لا غيرها.
وتأتي الحقائق البديلة تحل محل الحقيقة و تظهر جزء منها مما يشعر الناس أنها أخبار صادقة، و يتم من خلال هذا التصديق ترويج وبث سمومهم الفكرة والتشويش على الناس من باب إرهابهم و تخويفهم و السيطرة على أفكارهم، و يبقى المواطن رهينة لأصحاب هذه افكار و وملاك هذا التشويش المتعمد.
وفي هذا الصنيع مخالفة صريحة لقوانين حقوق الإنسان، و في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مواد تنص على حق المعرفة و حق التعبير وحق احترام الرأي و حقوق المواطنة والحرية والمساواة ومن يتلاعب بأفكار الناس وتخويفهم من خلال بث أخبار غير صحيحة و مظللة يعتبر مجروم ويستحق العقاب على جرمه.
خلاصة قولنا في هذا المقال، أن الأخبار التي تأخذ وجه الحقيقة ليست حقيقة بل هي سموم مبثوثة يراد بها النيل من الناس و السيطرة عليهم، لهذا وجب التأكد من كل ما يبث ومصادره حتى يمكننا تحصين أنفسنا من أي غزو يسعى لترهيبنا ووضعنا في بوتقة الفتنة و التخريب والتظليل
#منصة_صواب
غزالة أكوني
غات
مختار هاما محمد أكنان
حذف التعليق
هل أنت متاكد من حذف هذا التعليق ؟