التضليل الإعلامي: خداع الصور - نظرة شاملة
في عالم يزخر بالمعلومات المتدفقة من مختلف الوسائل، أصبح التمييز بين الحقائق الموثوقة والمعلومات المضللة تحديًا صعبًا. وتُعد الصور من أكثر الأدوات تأثيرًا في تشكيل الرأي العام، لكنها قد تُستخدم أيضًا كأداة لنشر المعلومات الخاطئة وتزييف الحقائق.
فما هو خداع الصور؟
يُشير خداع الصور إلى استخدام الصور بشكل مُتعمد لنشر معلومات مضللة أو تأكيد وجهة نظر معينة، مستغلاً قدرة الصور على التأثير على المشاعر والعواطف بشكل أسرع من النصوص.
أشكال خداع الصور:
يُمكن ممارسة خداع الصور بطرق متنوعة، تشمل:
التلاعب بالصور: تغيير أو تعديل الصور بشكل رقمي لخلق صورة غير حقيقية، مثل إضافة أو إزالة عناصر، أو تغيير ألوانها، أو تشويه ملامحها.
استخدام الصور خارج سياقها: استخدام صور حقيقية، لكن عرضها في سياق خاطئ لتغيير معناها أو إعطاء انطباع مغلوط عن حدث أو شخص.
اختيار الصور بشكل متحيز: اختيار صور تُؤيد وجهة نظر معينة مع تجاهل الصور التي تُعارضها، مما يُعطي صورة غير متوازنة عن الواقع.
نشر الصور المُزيّفة: استخدام صور تم إنشاؤها بالكامل باستخدام برامج الكمبيوتر، مثل صور لأشخاص غير موجودين أو أحداث لم تحدث.
أمثلة على خداع الصور:
تغيير التاريخ: تم التلاعب بصور لمدينة نيويورك عام 2001 لإضافة طائرات تحلق فوق مركز التجارة العالمي قبل هجمات 11 سبتمبر.
استخدام صور مضللة: تم استخدام صورة لطفل فلسطيني مصاب بجروح في تقرير إخباري عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بينما كانت الصورة في الواقع من حادث سيارة.
اختيار الصور بشكل متحيز: قد تُظهر وسائل الإعلام صورًا للاحتجاجات تُظهر فقط المتظاهرين الغاضبين، بينما قد تُظهر صورًا أخرى نفس الاحتجاجات وتُظهر المتظاهرين بشكل سلمي.
نشر الصور المُزيّفة: تم نشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر زعيمًا سياسيًا يتلقى رشوة، بينما تم إنشاء هذه الصور بالكامل باستخدام برامج الكمبيوتر.
تأثير خداع الصور:
يمكن أن يكون لخداع الصور تأثير كبير على الرأي العام، فهو يُمكن أن:
نشر معلومات خاطئة: قد يؤمن الناس بالمعلومات المضللة التي تُنشر من خلال الصور، مما قد يؤثر على قراراتهم وسلوكهم.
إثارة المشاعر: يمكن استخدام الصور لإثارة مشاعر الغضب أو الخوف أو الحزن، مما قد يؤدي إلى تفاعلات عاطفية بدلاً من التفكير العقلاني.
تغيير الرأي العام: يمكن استخدام الصور للتأثير على آراء الناس حول قضايا معينة، مثل الصراعات السياسية أو الكوارث الطبيعية.
تُقوّض الثقة في وسائل الإعلام: انتشار الصور المُضلّلة يُمكن أن يُؤدّي إلى زعزعة ثقة الجمهور في وسائل الإعلام، ويُصبح من الصعب عليهم التمييز بين المعلومات الموثوقة والمضللة.
كيف نحمي أنفسنا من خداع الصور؟
لحماية أنفسنا من خداع الصور، يجب علينا:
التحقق من مصدر الصورة: التأكد من أن الصورة تأتي من مصدر موثوق به وله تاريخ من الدقة والموضوعية.
البحث عن صور أخرى: البحث عن صور أخرى لنفس الحدث أو الموضوع للتأكد من أن الصورة ليست مُضللة أو مُزيفة.
التفكير بشكل نقدي: لا تصدق كل ما تراه. اسأل نفسك عن السياق الذي تُعرض فيه الصورة وعن الهدف من عرضها.
استخدام أدوات التحقق من الصور: هناك العديد من الأدوات المتاحة عبر الإنترنت للتحقق من صحة الصور، مثل Google Images وTinEye.
التثقيف حول خداع الصور: التعرف على تقنيات التلاعب بالصور وطرق خداع الصور يُساعد على اكتشاف الصور المُضلّلة.
الإبلاغ عن الصور المُضلّلة: يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن الصور المُضلّلة لمنصات التواصل الاجتماعي أو للمنظمات المُختصة بالتحقق من صحة المعلومات.
اخيرا يُعد خداع الصور ظاهرة خطيرة تُهدد مصداقية المعلومات ونشر المعلومات المضللة.
يمكن للتعاون بين مختلف الجهات الفاعلة، من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمنظمات المُختصة والجمهور، أن يلعب دورًا هامًا في الحد من انتشار خداع الصور وحماية المجتمع من مخاطره
#صواب

Amina Al
Delete Comment
Are you sure that you want to delete this comment ?